في عالم يشهد تطوراً مستمراً للتكنولوجيا، يبرز الواقع الافتراضي كأداة ثورية تعيد تعريف مفهوم التجربة السينمائية بالكامل!
فبدلاً من مشاهدة الأحداث على الشاشة، يتيح لنا الواقع الافتراضي الانغماس التام داخل القصة، حيث نصبح جزءاً من عالم سحريّ تجري أحداثه أمامنا.
ومع تقدم هذه التقنية، بدأت السينما تأخذ مساراً جديداً، حيث يندمج الخيال مع الواقع بشكل لم نعهده من قبل، مما يفتح آفاقاً غير محدودة للإبداع والتفاعل.
دعونا نغوص في كيفية تأثير الواقع الافتراضي على فن السرد السينمائي، التحديات التي تواجهها التقنية، وبعض المشاريع الاستثنائية التي غيرت مسار القطاع، ضمن مقالنا الجديد من ValeriaFX شريكك السينمائي لأعمال التصوير والمونتاج بالمملكة.
جدول المحتويات
تطور تقنيات الواقع الافتراضي في تجربة السرد السينمائي
شهدت تقنيات الواقع الافتراضي تطوراً كبيراً في السنوات الأخيرة، مما أثّر بشكل مباشر على تجربة السرد السينمائي، حيث أصبح بإمكان المشاهدين الآن التفاعل مع الأحداث والشخصيات داخل الفيلم، مما يخلق تجربة مؤثرة.
1- لمحة تاريخية سريعة
شهد الواقع الإفتراضي تقدماً هائلاً منذ بداياته التجريبية، فكان فيلم “هنري” (2015) من إنتاج Oculus Story Studio أحد أول الأفلام التي أبرزت قدرة الواقع الأفتراضي (valeria luxury vr) على تغيير طريقة السرد السينمائي.
فبدلاً من مشاهدة قنفذ صغير على الشاشة، أتاح “هنري” للمشاهدين أن يشعروا وكأنهم جزء من القصة نفسها.
هذا التحول في طريقة العرض فتح الأعين على الإمكانات الهائلة لتقنية الواقع الافتراضي في سرد القصص بطريقة لم تستطع الأفلام التقليدية تحقيقها.
2- التقدم التكنولوجي في تسارع دائم
مع تقدم تقنيات الواقع الافتراضي، بدأ مخرجو الأفلام باستخدام كاميرات تلتقط المشاهد بزاوية 360 درجة ضمن بيئات كُروية، مما يتيح للمشاهدين التفاعل مع الأحداث من جميع الزوايا.
وكما يوضح موقع TechRadar، فالمسألة ليست مجرد استخدام كاميرا GoPro، بل يتطلب الأمر التفكير بعناية في تصميم “عالم كامل” يتيح للمشاهدين استكشافه بحرية دون أن يفقدوا الاندماج في التجربة، التي تبدو حقيقيّة تماماً، على الرغم من أنها ليست بالضرورة كذلك!
3- تأثيره على صناعة السينما
غَيرَ الواقع الافتراضي بشكل جذري طريقة تفكير صُنّاع الأفلام، فعلى سبيل المثال، لا يقتصر فيلم Dear Angelica على سرد القصة فحسب، بل يأخذ المشاهدين إلى أعماق عقول الشخصيات ومشاعرها، مما يجعل التجربة أكثر قرباً وخصوصية من أي وقت مضى.
ووفقاً لموقع StudioBinder، أصبح الواقع الافتراضي vr أداة فعالة لتعزيز التعاطف، حيث يتيح لنا التواصل مع الشخصيات بشكل أعمق.
حتى وإن كانت تلك الشخصيات خيالية أو أسطورية؛ فمن خلال الحضور في بيئاتها ومشاركتها مشاعرها، مهما كانت تلك المشاعر متضاربة أو حتى ضمن الحقيقة المختلطة، فإننا ندرك من جديد معاني مختلفة للحزن والفرح والحماسة وغير ذلك من مشاعر أكثر تركيباً!
خلق عوالم مبتكرة باستخدام الواقع الافتراضي
تتيح استخدامات الواقع الافتراضي إمكانيات لا حصر لها لبناء عوالم جديدة يمكن للمشاهدين استكشافها والتفاعل معها.
بناء بيئات واسعة النطاق
يدفع الواقع الافتراضى صُنّاع الأفلام إلى إعادة تخيّل عوالمهم السينمائية وبنائها من الصفر، فبدلاً من تحديد اللقطات من زاوية واحدة، يشرعون في تصميم بيئات ابتكارية قابلة للاستكشاف بالكامل.
وتجربة Carne y Arena للمخرج أليخاندرو غونزاليس إيناريتو هي مثال رائع على ذلك..
إذ تتيح للمشاهدين الانغماس في رحلة المهاجرين عبر الحدود بين الولايات المتحدة والمكسيك، ولا تقتصر التجربة على المشاهدة فحسب، بل تجعلك تشعر وكأنك جزء من الرحلة نفسها.
إشراك المشاهدين في سير الأحداث
في الأفلام التقليدية، ستبقى مجرّد مشاهد بعيد عن الأحداث، لكن في الواقع الافتراضي، تصبح أنت جزءاً من القصة نفسها.
يوضح موقع FilmInk كيف أن الأفلام المبنية على الواقع الافتراضي تضعك في مركز الأحداث، مما يعزّز ارتباطك العاطفي بها بشكل ملحوظ.
هذا النوع من الانغماس يجعل تقنية الواقع الافتراضي أداة فعّالة، لاسيما في أفلام الرّعب، الحركة، وحتى الدراما الشخصية.

الفرق بين الواقع الافتراضي وفن التصوير السينمائي التقليدي
من أبرز التغيّرات التي يواجهها المخرجون في سينما الواقع الافتراضي، هو غياب الانتقالات التقليدية بين المشاهد.
يذكر موقع StudioBinder أنّه لا مكان للقطع والانتقالات التقليدية في أفلام الواقع الافتراضي، بل ينبغي على صُنّاع الأفلام أن يقودوا المشاهدين عبر القصة بطريقة تشبه التنقُّل الفوريَّ.
وهذا يعني أنه بدلاً من الاعتماد على القطع لتوجيه الانتباه، يستخدم مخرجو الواقع الافتراضي تقنيات مثل الإضاءة، الصوت، والحركة المدروسة لتوجيه نظرات المشاهدين وتوجيههم داخل السرد.
دور الواقع الافتراضي في جذب انتباه الجمهور
يضطلع الواقع الافتراضي بدورٍ رئيسٍ في جذب انتباه الجمهور، من خلال تجارب تفاعليّة، توثّق عرى الارتباط بين المشاهد والقصة التي يعيشها، فتجعله جزءاً منها، ممّا يزيد من تأثير العمل الفنيّ، وتجعله أكثر عمقاً. يجري ذلك من خلال 3 عوامل كما سيلي..

1- قصة تفاعلية
يضيف الواقع الافتراضي عنصر التفاعل الذي يعجز عن تقديمه الفيلم التقليدي.
فعلى سبيل المثال، يستفيد فيلم Wolves in the Walls من خصائص الواقع الافتراضي التفاعلية، حيث يتيح لك اتخاذ قرارات تؤثر على مجرى القصة، ممّا يجعلك تشعر أنك تخطّيت الحدود، لتغدوَ جزءاً من الحدث بدلاً من كونك مشاهداً عابراً.
2- تعزيز الارتباط العاطفي
بوجودك داخل القصة، يصبح ارتباطك العاطفي أعمق وأكثر قوة؛ وكما يقول موقع StudioBinder: “الواقع الافتراضي قد يكون الشكل الأكثر تأثيراً للفيلم كوسيلة للتعاطف”.
لا يقتصر الأمر على فهم مشاعر الشخصيات، بل ستختبر تجاربها بنفسك، مما يجعل اللحظات العاطفية أكثر قوةً ووضوحاً في مخيّلتك، بل في تلافيف دماغك!
3- إزالة الحاجز بين الجمهور والقصة
تفرض الأفلام التقليدية مسافة بينك وبين الحدث، بينما يقوم الواقع الافتراضي بتدمير هذا الفاصل تماماً.
فوفقاً لموقع TechRadar، أفلام الواقع الافتراضي تمنح المشاهد شعوراً فريداً كأنّه جزء من القصة، منخرط بها تماماً، وكأنك تجلس مع الشخصيات في المكان نفسه. لا تقتصر على المشاهدة فقط، بل تتفاعل مع المشهد وتعيشه.
دمج الرسوم المتحركة والمؤثرات البصرية في تجربة الواقع الافتراضي
دمج الرسوم المتحركة والمؤثرات البصرية (vfx projects) في الواقع الافتراضي أتاح تجارب سينمائية غامرة، حيث أصبح بإمكان المشاهدين التفاعل مع العوالم الرقمية بشكل أكثر واقعية، عبر:
1- زيادة تفاعل الأفلام المتحركة
الرسوم المتحركة في الواقع الافتراضي تمثل ثورة جديدة لعالم التصوير السينمائي، حيث تبدو الشخصيات الكرتونية الخيالية وكأنّها جزء أصيل حقيقي من محيطك، مما يمنح تجربة مختلفة تماماً لمشاهدتها ومعايشتها والتفاعل معها.
على سبيل المثال، ضمن أفلام مثل “هنري”، تتحول الشخصيات المتحركة إلى وجود حيّ، مما يرفع مستوى التفاعل مع المشاهد.
2- إعادة تعريف المؤثرات البصرية
من خلال الواقع الافتراضي، أصبحت المؤثرات البصرية (vfx projects) أكثر تطوراً، ففي Ready Player One، استخدم الواقع الافتراضي لتشكيل بيئات رقمية قبل البدء في الإنتاج..
مما وفر للمخرجين قدرة فائقة على تحسين العوالم التفاعلية في الفيلم.
3- مشاريع إبداعية
يُعد فيلم “Dear Angelica” نموذجاً رائعاً لدمج الواقع الافتراضي مع الرسوم المتحركة، تخلق فيها -هذه الأخيرة- تجربةً عاطفية مشوّقة، تتيح للمشاهدين التنقل داخل أذهان الشخصيات الكارتونية، وعيش مشاعرهم بطريقة غير تقليدية.
في الختام
الواقع الافتراضي يفتح أفقاً جديداً مختلفاً تماماً في صناعة الأفلام السينمائية، مع تقديم تجارب مذهلة تجعل الجمهور جزءاً من القصة.
فبدءاً من التفاعل العاطفي العميق، إلى الأساليب التفاعلية الحديثة، يتيح الواقع الافتراضي إبداعاً لا مثيل له، وعلى الرغم من التحديات الحالية، فمن المؤكد أن هذا المجال سيستمر في التطور مع أفلام تُغير وجه السينما للأبد.
ماذا عنك؟ هل أنت مستعد للانتقال إلى بعد جديد من التسويق الإبداعي؟ مع فريق ValeriaFX الاحترافي المبدع، عالمك الافتراضي سيبدأ هنا لدينا في السعودية العظمى!
تواصل معنا ولا تفوت الفرصة لتكون أعمالك ومشاريعك جزءاً من هذا التحول المستقبلي المذهل! واستفد من عروض خارقة للتصوير السينمائي، و مرحلة ما بعد الإنتاج بجودة لا تضاهى، مع عناية فنّية فائقة بأدقّ التفاصيل.
تحرير: ValeriaFX©
المصادر: timesofindia